وكالة أنباء الحوزة - شهدت مدينة بعلبك في شرق لبنان، الأربعاء، تصاعدا خطيرا في الغارات الإسرائيلية التي استهدفت عددا من المناطق السكنية، حيث أسفر القصف عن سقوط 8 شهداء في حصيلة أولية وفق ما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام.
وتأتي هذه الغارات بعد ساعات من إصدار الجيش الإسرائيلي تحذيرا لسكان بعلبك وبلدتي عين بورضاي ودورس المجاورتين بإخلاء منازلهم.
استهداف للأحياء السكنية في بعلبك
استهدفت الغارات الإسرائيلية، التي استمر تصعيدها منذ أسابيع، أحياء سكنية في مدينة بعلبك، وعددا من البلدات المحيطة.
ورغم التحذيرات المسبقة للجيش الإسرائيلي على منصة “إكس”، فإن القصف شمل مناطق لم ترد في هذه التحذيرات، مما زاد من حالة الذعر والارتباك بين السكان.
وسادت مشاهد الهلع طرقات المدينة، حيث أسرع السكان إلى المغادرة فور سماعهم التحذير، ما أدى إلى ازدحام شديد عند مداخل المدينة ومخارجها.
وحمل السكان ممتلكاتهم الأساسية وخرجوا من منازلهم، بينما تجولت سيارات الدفاع المدني في شوارع بعلبك لإخلاء المناطق السكنية عبر مكبرات الصوت، في مشهد يعكس حجم الكارثة الإنسانية.
استهداف تراث بعلبك العريق وتزايد المخاوف
وتُعدّ مدينة بعلبك موقعا أثريا مهما يضم معابد رومانية تعود لآلاف السنين، وهي مدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو منذ عام 1984.
وقد زادت وتيرة الغارات الجوية الإسرائيلية على بعلبك وسهل البقاع بشكل ملحوظ، مما يهدد هذا التراث التاريخي البالغ الأهمية.
وقد أصدرت اليونسكو بيانا على منصة “إكس” دعت فيه الأطراف جميعها إلى احترام المواقع الثقافية التاريخية وحمايتها، مؤكدة ضرورة الحفاظ على السلامة الثقافية لهذه المواقع التراثية.
وكان وزير الثقافة اللبناني محمد المرتضى طالب منظمة اليونسكو بتحمل مسؤوليتها إزاء هذه المواقع الأثرية، وضرورة اتخاذ إجراءات تضمن حمايتها من التهديدات المتزايدة.
وأشار المرتضى إلى أن هذه المواقع التراثية تُستهدف بشكل مباشر أو غير مباشر، وأن على اليونسكو أن تتحرك وفقا للمواثيق الدولية لحمايتها.
نزوح واسع وتحديات معيشية
وتعيش مدينة بعلبك حالة من الشلل شبه التام، حيث توقفت الحركة الاقتصادية وتقلصت الحركة السياحية التي تشتهر بها المدينة، ما دفع العديد من السكان للجوء إلى المناطق المجاورة بحثا عن الأمان.
وبحسب عضو مجلس بلدية بعلبك، محمد طه، فقد نزح ما يقارب 40% من سكان المدينة الذين يزيد عددهم عن 250 ألف نسمة، وتوجه بعضهم إلى مراكز إيواء مؤقتة تم إنشاؤها داخل المدينة لمواجهة الظروف الصعبة.
تضرر المعالم الأثرية في بعلبك
الهجمات الإسرائيلية على بعلبك لم تقتصر على الأحياء السكنية، بل طالت معالم أثرية مهمة كـ”قبة دوريس”، التي تعود للعصر الأيوبي وتم بناؤها بمواد منقولة من الآثار الرومانية، مما أضفى عليها قيمة تاريخية مزدوجة.
وقد أدى القصف إلى تضرر هذا المعلم التاريخي، حيث بدأت الحجارة تتساقط من الأعمدة الأثرية، مما ينذر بخسائر ثقافية فادحة إذا استمر التصعيد.
المصدر : الجزيرة مباشر